هذه الصفحات هى خلاصة ما رآه واحسه وفكر فيه يوم نزل ” عالم السدود والقيود ” فلم يعنى الكاتب أن تكون قصة وإن كانت تشبه القصة في سرد حوادث ووصف شخوص ، ولم يعنى بها أن تكون بحثاً في الإصلاح الاجتماعي وإن جاءت فيها إشارات لما عرض له من وجوه ذلك الإصلاح ، ولم يعنى بها أن تكون رحلة وأن كانت كالرحلة في كل شيء إلا انها مشاهدات في مكان واحد ، ولا أن استقصى كل ما رأيت واحسست وان كنت اقول بعد هذا ان الاستقصاء لا يزيد القارئ شعوراً بما هناك ، وانه لا فرق بينه وبين الخلاصة إى في التفصيل والتكرير وإنما دعوى هذه الصفحات بل خير دعواها أنها تتكفل للقارئ بأن يستعرض عالم السجن كما استعرضته دون أن يقيم هناك تسعة شهور كما أقمت فيه .