عبد الله التليدي : العلامة المربي والمحدث الأثري :
الشيخ عبد الله التليدي (1926 – 2017)، هو أبو الفتوح عبد الله بن عبد القادر بن أحمد بن محمد التليدي الحسني. ولد بقرية الصاف من قبيلة بني غرفط سنة 1347هـ الموافق ل 1926م.
نشأته ودراسته
حفظ القرآن الكريم، ثم ذهب إلى قرية (امجازليين) وقرأ عددا من المتون، ثم التحق بمعهد طنجة الديني، وفي السنة الثانية بدأ يلتحق بأهل العلم الشرعي داخل وخارج هذا المعهد، ويدرس ما رأى هو الأصلح والأنفع دون تقيد بدراسة المعهد لثمان سنوات.
ثم رحل إلى فاس للالتحاق بجامعة القرويين، ولم يدم طويلاً بسبب الأوضاع غير المستقرة في المنطقة من أثر الاحتلال الاحتلال الإسباني و الاحتلال الفرنسي، فعاد لبلده، وفي بلده بدأ يتعلم ويحضر لدى عدد من شيوخه. وبعد هذا أتت نقلة نوعية للشيخ، فالتزم بالحديث وأهله، وانتقل إلى المدرسة الصديقية، ومن خلالها تعرف على عدد كبير من الموافقين والمخالفين لهذه المدرسة الصديقية من طالبي علم الحديث، وانفتح على الخارج.
ثم شد الرحال لمدرسة أحمد بن الصديق في منفاه، ودرس عليه وتأثر به، وبايعه على طريقته الشاذلية وأجازه فيها. ثم عاد بعد ذلك لطنجة وتزوج.
ثم تبين له عقيدته وتدرجه إلى أن ترك عقيدة الأشاعرة وتاب وتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة، حيث يقول: (كان في بداية أمره على مذهب الأشاعرة المتأخِّرين الذين مَزَجوا عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري ببعض عقائد المعتزلة، لكنه كان له مَيْلٌ إلى مذهب السلف لقراءته أيام الطلب رسالة ابن أبي زيد القيرواني مراراً، وعقيدته المذكورة في رسالته سُنيّة أشعرية مَحْضَة. ولما اتصل بشيخه الحافظ أبي الفيض أعطاه كتاب “الاعتقاد” للبيهقي، و”الدرة المضيئة” وأمره بقراءتها، فلما قرأها، وقرأ “اجتماع الجيوش الإسلامية”، و”الإبانة” للأشعري، و”الطحاوية”، و”لمعة الاعتقاد” خرج من قراءتها كلها باعتناق مذهب السلف، فأصبحت بفضل الله عقيدته سلفية أشعرية محضة، وزاد تمكُّناً في ذلك، بعد أن قرأ كثيراً من كتب التفسير وشروح الحديث التي تتعرَّض لمذهب السلف والخلف. وهو ينصح أهل العلم بقراءة عقيدة ابن أبي زيد القيرواني، و”العقيدة الطحاوي”، و”الاعتقاد” للبيهقي، و”الإبانة” للأشعري… رحمهم الله).
وكذلك أثرت هذه النقلة على مذهبه الفقهي، ومنهجه في التلقي فيقول بأنه: (يأخذ بما دلَّ عليه الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة، إلا إذا تعارضت الأدلة، وتشعَّبت الأقوال، فيختار أحوط ما قال به بعض الأئمة).