تقول الأسطورة إنَّ شِعر العرب إنَّما هو من وحي الشياطين، وشعرَ العجم إنَّما هو من وحي العرائس؛ ومن هنا كانت الفتنة، من هنا كان الشعر الذي ينعم بمذاقه ذوو الذوائق الأدبية الرفيعة، ويأتي أحدُ أرفعِهم؛ «العقاد» ليسُوق لنا من وحي أجمل أشعار القدماء عربًا وعجمًا مجموعةً من الأبيات شديدة الفرادة والتألُّق، توخَّى فيها عذوبة اللفظ والمعنى، أصالة الفكرة وتنوُّع الأفكار، تعدُّد النماذج والأنساق، لنجد أنفسنا بصدد عشرات القصائد العربية والعالمية المتميِّزة، والتي ربما لم يتسنَّ لنا مطالعة أكثرها من قبلُ، فقد حرَص المؤلِّف على تقديم المغمور على المشهور، والنادر على الوافر.