لا تصدق أحدهم حين يكتب لك على غلاف كتابٍ مطبوع عليه صورة جابو أنه مقالات، ماركيز هنا لا يختلف كثيرا عن رواياته، الإثارة والحكي والامتاع بالإضافة إلى الصراحة – الصراحة التي أقصدها هي تقديم الحقائق عارية – هم أبرز ما يتميز به الكتاب حتى وإن كان – كما قال أحدهم – مقالات
ستة عشر مقال شكلوا بناء الكتاب، بعضهم حوار يرد فيهِ ماركيز على أسئلة القرّاء، البعض يتحدث فيهِ عن الأصدقاء الذين ساعدوه ووقفوا معه أثناء كتابة مئة عام من العزلة عندما كان لا يمتلك سوى آلة كاتبة – مصدر الرزق الوحيد له – وبضعة أشياء مرهونة وبعض الأشياء التي ليس لها فائدة، وبعض المقالات يتحدث فيها عن رحلته مع رواية ما أو قصة، حديثه عن الجانب السياسي من حياته كصحفي، مثلاً صداقته مع فيديل، عشاءه مع كلينتون، خريف البطريرك، حكاية موت معلن، قصة غريق، نبأ اختطاف
جاءت ترجمة “مها السيد عبد الرءوف” ممتعة، ليس فيها غرابة، تشعر وكأنك تقرأ لماركيز باللغة التي يكتب بها
مجموعة مقالات خفيفة، تجذب انتباهك، تجعلك لا ترفع رأسك عن الكتاب إلا حين ينتهي، لكنها لن تجعل منك غريق على أرض صلبة