سجلَ القرآن الكريم مواقفَ بعض أبناء الأنبياء وزوجاتهم، وخلَّد ذكرهم؛ سواء أكان ذلك على صعيد المدح والثناء، أو على سبيل الذم والإنكار لأخذ العظات والعبر، فالمؤمن كما يفيد من النماذج الإيجابية المضيئة المشرقة اقتداءً، فإنه يفيد أيضًا من النماذج السلبية المظلمة المعاندة ابتعادًا واتقاءً.
والمتأمل في قصة إبراهيم وإسماعيل “عليهما السلام” في القرآن الكريم، يجد أنها تحمل كثيرًا من القيم التربوية النبيلة والعظات البليغة، فإبراهيم قد كبرت سِنُّه وبلغ مبلغ الشيخوخة، ثم يتزوج ويستجيب الله دعاءً لطالما لهج به لسانُه، وتأتيه البشرى بالغلام، ولكنه غلام ليس كأي غلام، إنه غلام حليم: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]، فعطاء الله على قدره سبحانه، ويشاء الله أن يكون “إسماعيل” مِن “هاجر”، ثم يهاجر إلى الحجاز، وبعد ذلك يُوْدع إبراهيم زوجته ووحيدَه بوادٍ غير ذي زرع من بلاد الحجاز، ولكنه أبدًا لم ينسَ سلاحه الأمضى: دعاءه، ذلك السلاح الذي إن أحسنه المؤمن كان له حرزًا وفرحًا ونصرًا:…..