تشتمل “فصول منتزّعة” على أصول كثيرة من أقاويل القدماء فيما ينبغي أن تُدبر به المدن وتعمر به وتصلح به سيرة أهلها ويُسدّدوا به نحو السعادة.
ممّا لا شكّ فيه أنّ أبا نصر الفارابيّ هو واضع هذا الكتاب الذي أقام “فوزي نجار” بتحقيقه، فجميع النسخ الخطيّة التي اعتمد عليها تثبت ذلك، كما أجمع ثقات التراجم على أنّ للفارابيّ كتاباً يدعى “فصول منتزّعة” أو “الفصول المنتزّعة…” وما أشبه ذلك…
ويبحث هذا الكتاب في العلم المدنيّ، ولذلك فهو واحد من سلسلة صنّفها الفارابيّ في هذا الموضوع، مثل “المدينة الفاضلة“، “السياسة المدنيّة“، و“المللّة” و“تحصيل السعادة“، وقد اعتمد في منهج تحقيقه على نسخة ديار بكر الخطيّة كأساس لأنّها أقدم وأكمل النسخ المعروفة، كما صحح المتن بما جاء في النسخ الأخرى، مثبتاً الفروق الأساسية في الحواشي، وقد اقتصر على درج الفروق التي ربما تسمح بقراءة غير التي اختيرت في النص متحاشين ذكر الفروق التي تجهد القارئ ولا تفيده، وحرص أن لا يضيف شيئاً، أما حيث الإضافة ضرورة بيّنة، فقد قام بذلك ووضع الكلمات المضافة بين معقوفتين؛ وأمّا تقسيم النص إلى فصول فقد اتبع في ذلك التقسيم كما ورد في نسخة دياربكر الخطيّة مضيفاً كلمة <فصل>، أما علامات الوقف فقد وضعها معتمداً على فهمه للمعنى…