ليس التاريخ بالنسبة للأمة مجرد ماض انتهى بل هو بالنسبة لكل الأمم الحية جزء من النهر الكبير الذي تتدافع شطآنه أمواج حضارتها فيكاد الماضي ينسكب في الحاضر ويكاد الحاضر يذوب بين معبري الماضي والمستقبل. وفقه التاريخ ضرورة لكل أمة تريد أن يبقى لها دور متميز في التاريخ، وهو بالنسبة لأمتنا الإسلامية شرط من شروط وجودها؛ فنحن موصولون بركن من أركان تاريخنا نطلق عليه ((السيرة النبوية وعصر الراشدين))، كما أننا لا نستطيع إغفال الفتوحات الإسلامية عبر القرون أو إغفال ما أعطته لنا هذه القرون من علوم إسلامية فقهية وقرآنية وعلوم لغوية وأدبية تجريبية. والكتاب الذي بين أيدينا يطرح قضية خطيرة هي : ((قضية تفسير التاريخ من وجهة نظر إسلامية)) تؤدي إلى تأصيل وعينا بتاريخنا وحضارتنا بحيث تطرد كل التفسيرات التي تقود إلى عناصر دخيلة من الشرق أو الغرب.