هل من الممكن الحديث عن فلسفة الحداثة بحيث تكون فيه الفلسفة قولاً في مواجهة فعلية لايديولوجيا الارتكاس، أي في مواجهة فقدان الذات والعدم، هذا هو السؤال الرئيسي الذي حاول الباحثان إضاءته للإجابة عنه في هذا الكتاب. والهدف في ذلك تحديد إمكانية الإجابة من خلال بحث دقيق وعلمي عن مفهوم الحداثة كما يبدو لهما في مجالات متعددة كالعلم والايديولوجيا والفلسفة والإبداع. فالسؤال في وجهه الأول نظري يبحث عن المعنى الأساسي للحداثة والتحديث ويستنطق المفهوم من خلال بنيته ونمط عمله ومستتبعاته الفكرية.