عرض وتحليل للحوار الفكري الذي دار في وجه الغزو الأوربي للعالم الإسلامي عموماً، ولمصر خصوصاً، منذ الحملة الفرنسية على مصر حتى بداية هذا العقد، ملفتاً النظر بدقة وتركيز إلى جدية الطروحات الإسلامية واستيعابها لجوانب الإصلاح كافة، ومبرزاً جدارتها كطروحات تنبثق من صميم ثقافة الأمة وتجربتها الحضارية، وكونها، بذلك، أدعى أن تصون أصالة الأمة وارتكاز الحضاري في مواجهة التخلف والاستعمار.
لقد تعرض الكتاب لتطور الفكر الفلسفي وتفاعله مع قضايا التعليم والصحافة والاستشراق والترجمة، وتيار الإحياء الإسلامي، والتيار اللبرالي الإنساني، وكيف تبلورت لديها بعض القضايا الكبرى، كالألوهية والنبوة والنظرة إلى العالم والإنسان.
ويعد الكتاب لبنة في بناء المشروع الحضاري الإسلامي المعاصر، يسهم في بلورة خلفيته التاريخية منذ بداية القرن التاسع عشر، عارضاً، ومحللاً، وممهداً السبيل أمام اجتهادات العقل المسلم المعاصر على طريق البناء الحضاري المأمول.