أحدثت الثورةُ الشيوعية الروسية تغيُّراتٍ كبرى في المجتمع الروسي، بل في العالم أجمع، ولم تقتصر هذه التغيُّرات على الاقتصاد والتركيب الاجتماعي وظهور طبقات جديدة، بل امتدت إلى الحياة الأدبية والمناخ الثقافي العام؛ حيث كانت أحداث الثورة من الضخامة بحيث يستحيل أن تغيب وقائعها عن أي عملٍ أدبيٍّ صدر في زمنها أو بعد استقرار الحُكم للثوار؛ الأمر الذي أدَّى إلى ظهور نوع جديد من الأدب الذي يمكن تسميته ﺑ «أدب الثورة»، والذي تغلب عليه خصائص المدرسة الواقعية؛ ومن ثَمَّ فقد تراجعت إلى الظل مدارس أدبية وبرزت أخرى، وهكذا كان الأدب أحد الأسلحة الثقافية للثورة ومُعبرًا عن أفكار تلك المرحلة الثرية بالأحداث، ويأتي هذا الكتاب راصدًا بإيجازٍ أهم ملامح الحياة الأدبية في زمن الثورة الروسية وما بعدها حتى الحرب العالمية الثانية.