تركز الدكتورة هبة في خطابها الديني الوعظي دومًا على الباطن لا الظاهر، الأصل لا الصورة، الجوهر، لا ما يتبدى في المظهر. ببساطة هي تُعنىٰ بروح الدين.
وبالتأكيد غيرها العديد يفعل؛ فمصطفى حسني وعمرو خالد وعلي جمعة، كلهم يفعلون ذلك، باستثناء أن كلهم لا يعلمون الدين إلا كونه مجموعة من الأفكار النظرية الميتافيزيقية فقط. مجموعة تباشير يلقونها في الوجه ليتشدقوا بسماحة الدين، حتى لو حساب هذا الدين نفسه.
تؤكد هبة دائمًا على الجانب الاجتماعي للدين والشريعة. فليس الدين هو الإيمان النظري فقط بمجموعة من العقائد، أو تأدية فردية لمجموعة أخرى من الشعائر. كل ذلك بالطبع جيد، ولا غناء أبدا عنه، ولا يعني عنايتنا بواحد من الجوانب أن نترك الآخر، لكن عند هبة، الدين يسمو عن كونه مجرد “نجاة فردية”
هذا الكتاب محاولة تدبر في القرآن وفي رمضان … نظرات في المعاني والمدارات والمقاصد … في علاقة الإنسان بأركان دينه؛ وبالكون؛ وما تحدثه العبادة من تغيير في وعيه بالكون وبالزمن؛ والأبعاد الاجتماعية لهذا الركن من دين الإسلام؛ ومسار الشهر؛ وحكمة العيد؛ ومعني الأمة.