قصة التتار عجيبة حقًا.. عجيبة بكل المقاييس.. ولولا أنها موثقة في كل المصادر، وبصورة تكاد تكون متطابقة في كثير من الأحيان، لقلنا إنها خيال أو أغرب من الخيال.
القصة عجيبة لأن التغيير فيها -سواء من ضعف إلى قوة أو من قوة إلى ضعف- لم يأخذ إلا وقتًا يسيرًا جدًا.. فما هي إلا أعوام قليلة جدًا حتى يعز الله دولة ويذل أخرى.. ثم أعوام أخرى قليلة فيذل الله -عز وجل- الأولى ويعز الأخرى..
والقصة عجيبة أيضًا للمبالغة الشديدة في الأحداث.. المبالغة في الأرقام.. في كل حدث.. المبالغة في أعداد القتلى، وفي أعداد الجيوش، وفي أعداد المدن المنهارة، وفي مساحات البلاد المحتلة، وفي أعداد الخيانات وأسلوبها…