ملاحظات عن الكتاب:
#يرى هيكل ان معركة السويس كانت اكبر انتصار عربي حديث..بل أكبر انتصار في تطبيق نظريات “الحرب المحدودة” التي ظهرت في اعقاب توازن الرعب النووي
#الحرب المحدودة هي التي تهدف الى تحقيق اهداف سياسة مرحلية وليست هي التعريف القديم للحرب: لجوء مجتمع لاستعمال العنف لفرض قوته على مجتمع آخر
ومعيار الانتصار والهزيمة في الحروب المحدودة هي : فك قبضة العدو عن اهداف الحرب
#الحصار الجوي المصري لمضيق العقبة ومراقبة الملاحة فيه كان القشة التي قصمت ظهور اسرائيل واسرع بها الى “السويس” خصوصا بعد :الصفقة السوفييتية المصرية ،وتحركات عبد الناصر التنموية داخليا (التي اقلقلت بن غوريون كثيرا) والدولية والاسيوية
#اول من سحبتهم اسرائيل الى السويس هي فرنسا لأنها كانت فريسة سهلة..تريد اثبات وجودها امام بريطانيا وامريكا وتعويض خسارة بلاد الشام والانتقام من مصر لدعمها الثورة الجزائرية..والحق ان مصر حاولت مصالحة فرنسا وترتيب لقاء بينها وبين القيادات الجزائرية–لحسم اكبر خلاف بين الطرفين–لكن ذلك لك يجدي نفعا
#كان يرى تيتو ان فرنسا هي اقرب دول اوروبا الغربية التي قد تنضم الى محور “عدم الانحياز” !
#بريطانيًا..كان هناك ثلاث عوامل رئيسية ساهمت في مشاركتها في الحرب:
اولا: الاحتلال البريطانيا لمصر ورغبة الاخيرة التخلص من من الاحتلال البريطاني ثم“النفوذ البريطاني بعد ذلك” ونستطيع تصور رد الفعل البريطاني من ذلك
ثانيا:ثم مستوى آخر من هذا الخلاف: حلف بغداد ورفض مصر الانضمام اليه والاكثر من هذا : الدعاية والهجمة ضده
ثالثا وأخيرا الدعم البريطاني لاسرائيل وتداعياته
#حاولت امريكا منذ البداية كسب الثورة المصرية وتوظيفها ضد الشيوعية واحلال السلام بينها وبين اسرائيل..ولم تكن جادة حول تسليح الجيش المصري“الامر الذي أدى الى اتجاه مصر الى السوفييت بوساطة صينية“
#اميركا كانت تحاول تطويق مصر واخضاعها لكنها اختلفت مع ثلاثي العدوان حول الاسلوب والتوقيت ..وذلك يسهل فهم موقفها من الحرب
#”يقول هيكل ان اميركا اقتربت دون ان تدري من طريق السويس عندما عرضت مساعدتها في بناء السد العالي لمصر كطعم للوصول الى السلام مع اسرائيل ،وبالتالي لايكون للأسلحة السوفييتية أي دور“
#انتظر ثلاثي العدوان كثيرا سحب اميركا تمويلها لبناء السد العالي..واعتبرو ذلك ضوءا أخضرا للانقضاض على عبد الناصر !
#في هذا المناخ..اي العداء المصري لاسرائيل ومواجهة حلف بغداد ودعم الثورة الجزائرية ، أي: وصول الجميع الى طريق السويس ،أمم عبذ الناصر السويس
#نوري السعيد لإيدن“رئيس ىزراء بريطانيا” بعد سماعهم خبر تأميم قناة السويس:لابد لك أن تضربه ..وتضربه بشدة..وتضربه الآن
#فشل الغزو عسكريا لعدة اسباب:
–المقاومة المصرية التي لم يتوقعها الغزاة..فقد كان اعتمادهم منذ البداية على انهيار داخلي للجبهة المصرية–انهيار النظام وحلول نظام جديد ومعتدل مع اسرائيل– ،وعندما لم يحدث ماتوقعوه ظهر ان قواتهم واستعداداتهم لم تكن كافية لتنفيذ المهمة (في الجانب الاخير وعلى جبهة سيناء ابدت القوات المصرية القليلة بسالة في القتال) وقد كانت خطة بريطانيا ان تدخل اسرائيل اولا في المعركة، ثم توجه هي نداء –مسرحي!- لكلا الطرفين للابتعاد عن سيناء،وعندما ترفض مصر“تم الحرص على ان ترفض مصر هذا النداء” يتم الهجوم.
–عملية تفجير انابيب البترول في سوريا لاحقا..ثالثا وأخيرا الانذار السوفييتي بتوقيع بولكانين !
#”في الحقيقة،تحالف مصر مع السعودية ضد هواشم العراق وحلف بغداد، ودعموا عودة القوتلي لرئاسة سوريا(ربما لكي يقوضو حكم الهواشم ويدعمو القوى التحررية في العراق)
#كان هناك مخطط “بمشاركة عراقية” لتنفيذ انقلاب في سوريا أثناء الغزو..لكن تم احباطها بواسطة الضباط السوريين الشبان“على رأسهم عبد الحميد السراج” ..الذي بعد ذلك خطط لنسف محطات البترول الموجودة في سوريا وأوقف تدفق نفط الشرق الاوسط كله عن اوروبا الغربية!
#تزامن ذلك مع تعطيل مصري للملاحة بنسف باخرة محملة بالاسمنت
#كل ذلك أدى الى كوارث مالية لبريطانيا..حتى حذر وزير ماليتها من خطر الافلاس !
#كان الانذار السوفييتي عبارة عن انذارين..الاول لبريطانيا وفرنسا والآخر لاسرائيل بصيغة أخرى
#يقول هيكل انه لايمكن القطع بجدية النوايا السوفييتية في هذا الانذار وهل فعلا كان العالم على شفا حرب نووية أم لا لغموض في صنع القرار السوفييتي يعلمه الجميع !
#لكن مايمكن الاجابة عليه هو مدى تأثير في مسار الحرب ومدى ارتداع أطراف العدوان الثلاثي به..
#يضيف هيكل: ان اهمية كل انذار سياسي هو مقدار الردع التي يسببه وليس نوايا المنذر وجديته
#اخذت اسرائيل الانذار السوفييتي محمل الجد وارسلت وفدا عالي المستوى الى باريس
#ينقل شيمون بيريز الذي ذهب الى باريس أن وزير خارجيتها “كرستيان بينو” كان قلقا للغاية (مع التأكيد على الانقسام الفرنسي حول هذه المسألة)..وينقل بيريز عن بينو أن المستشار الالماني نصح فرنسا بأخد الانذار على محمل الجد..وأكد ان الامريكان لن يساعدوهم ضد السوفييت..
#وينقل بيريز عن بينو أيضا عن سفير فرنسا بواشنطن ان ايزنهاور كان عصبي المزاج وقال انه لايوجد حل آخر الا الانسحاب..
الجدير بالذكر ان الأخير قال للسفير الفرنسي انه لايريد أن تقوم حرب نووية على يديه !!