كافَحَ الرومانيونَ طويلًا في سبيلِ استقلالِ لُغَتِهم وهُوِيَّتِهم القوميةِ التي دأبَ المستعمِرونَ على مُحاوَلةِ طَمْسِها أو على الأقلِّ تطويعها. في البدايةِ تَعرَّضَتِ اللغةُ الرومانيةُ ذاتُ الأصولِ اللاتينيةِ إلى تأثيراتٍ سلافيةٍ عميقةٍ مِنَ الشعوبِ...
المحيطة، ثُمَّ كانَ الاحتلالُ التركيُّ الذي دامَ لقرونٍ وظَهرتْ آثارُه في اللغةِ والثقافةِ اللتينِ كادَتا تَندثرانِ تحتَ وطأةِ هذهِ المَوْجاتِ التغريبيةِ المُتتالية. ولكنْ بالرغمِ من ذلكَ كانَ للمثقَّفِ الرومانيِّ الكلمةُ الأخيرةُ في إحياءِ الهُوِيَّةِ الأصيلةِ من خلالِ إحياءِ التراثِ والاهتمامِ الكبيرِ بالأدبِ الرومانيِّ وتطويرِه ليلحقَ بركْبِ الأدبِ العالمي. يستعرِضُ «محمد مندور» في هذا الكتابِ بعضَ نصوصِ الأدبِ الرومانيِّ بمَدارسِه المختلفةِ التي تَرصُدُ التغيُّراتِ السياسيةَ والاجتماعيةَ والاقتصاديةَ في رومانيا بعدَ الحربِ العالميةِ الثانية، معَ عَرْضٍ مُوجزٍ لأهمِّ رُوَّادِ القصةِ الرومانيةِ القصيرةِ وشيوخِها.