فهذه قصص من أحسن القصص، ليست تتبعا تاريخيا لسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تروي أحداثها وحوادثها، ولكنها مشاهد مختارة من حياته صلى الله عليه وآله وسلم اجتمعت رواياتها حتى اكتملت في لوحات نبوية باهرة الجمال، ناطقة بأروع معاني الكمال، شاهدة بأن الله خلق نبيه في أحسن تقويم، فكان أجمل الناس خَلقًا، وأعظمهم خُلقا صلى الله عليه وآله وسلم. . وأنت راء في هذه المشاهد صورًا باهرة من عظمة الخلق، وتكامل الشخصية، وتوازن الأدوار، وعفوية الحياة، بساطة في عظمة، ومثالية في واقعية، أبعد ما تكون عن التكلف والتعسف الذي تباعد عنه، وحذر منه: وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ [ ص: ٨٦]. وهذه الفصول ليست بين كاتب وقارئ، ولكني وإياك قراء الجمال لوحات الحياة النبوية، نتتبع في إيقاعها اليومي حيوية الحياة، وضخامة الإنجازات…