يتناول الكاتب في هذه الرائعة النقدية قضايا الشعر العربي المعاصر، ويُنَصِّب نفسه قاضيًا يحكم بإنصاف على مختلف ألوان الشعر؛ فهو يدافع في مستهل كتابه عن الشعر المنثور؛ لأنه يرى فيه طاقةً إبداعية تُعْلِيه إلى مرتبة الشعر المنظوم، ومن يقرأ هذا الكتاب يجد أنه يمثل دستورًا للتعبير عن الألوان المختلفة التي ذخر بها الشعر العربي المعاصر؛ فالكاتب حينما يتحدث عن هذه الألوان يتحدث عنها في إطار القيمة الفنية التي كانت تشغلها — آنذاك — ثم يتحدث عن الأعلام الشعرية التى ارتفعت بالشعر العربي المعاصر إلى مراتب الإبداع في الشعر، بإيراد نماذج من أشعارهم والتعليق عليها، ثم يهب قارئه في خاتمة الكتاب باقةً من النماذج الشعرية التي دوَّت أصداؤها في أرجاء العالم العربي، وأضحت نسيجًا مكملًا للتراث الشعري العربي.