فتحت عيني لأرى النيران لا زالت تأكل ما حولي، ورأيته وسط الظلام، أكثر حلكةً منها، ذو الرمح..
لأول مرة أسعد برؤيته، لعله ينهي عذابي. لكنه ظل واقفًا عند قبر أبي ينظر تجاهي، ثم وكأنما كان ينتظر أن أراه، ضرب أرض القبر بجناحه، ففاضت بالتراب كأنها عين ماء متفجرة. ثم راح يضرب برمحه ويطعن يمنة ويسرة وأسمع صرخات الشياطين الحارسة مجددًا دون أن أراها.
هل يقتلهم؟ هل تقتل الحربة الشياطين؟ لكن وسط ضرباته كان يحدق فيّ، وظلّ على هذا الحال دقائق، لا أجرؤ على الاقتراب منه ولا أفهم ماذا يريد، انحنى على الأرض وزحف على مرفقيه بطريقة الخفافيش تلك، وشعرت بشياطيني تدفع جسدي المستلقي على الأرض إلى الخلف.
توقف على بعد مترين مني وحدق إلى وجهي، لمعت –فيما أظنه وجهه– نقطتان بلون أزرق تشبهان حدقتي إنسان، ثم ذاب في الظلام