تسرد الرواية أحداثًا قد تكون من بيننا دون أن ندري
كريم، طفل لم يُكمل عامه الرابع بعد، مُفعم بالحيوية والنشاط، ذلك النشاط الذي خفت فجأةً نتاج إصابته بسرطان الدم ( اللوكيميا )..
ومن هنا..
بدأت الأحداث بالتوالي والتتابع بوتيرة مؤلمة لأبعد حد، بتخلي مَن كان يأمل أن يكون أول مَن يمد يد العون إليه، حين يتخلى الأب عن أبوته مُلقيا ما عليه من مسئوليات دون تبريرٍ للأمر إذ لا مبرر لِمَا كان من جفاء القلب..
مُدعيًّا السلامة من كل شر، مُواصلًا حياته كمهندس حتى غدا من أكبر رجال الأعمال في مجاله، متخذًا زوجة جديدة؛ ليحظى بإبنةً وحيدة إذ تبرأ منه منذ أن علم بحقيقة مرض لا يملك أن يدفعه عنه.
على النقيض اتخذت والدته كل وسائلها الدفاعية لمواجهة ذلك الخطر الذي يترصد وحيدها الذي يلقى ألوان الضعف جميعها بذات الوقت، عملت، تجلدت، ابتسمت، ضحكت، صرخت، بكت؛ لكنها أبدًا لم تتخلى عن رباطة جأشها أمام وليدٍ لم يفقه من الدنيا سوى الحُزن