كان هذا الكتاب حين انتهيت من تأليفه للمرة الأولى في صيف 2011 في ستة أمثال حجمه الذي يصدر فيه اليوم، ولأسباب كثيرة فقد آثرت أن أختصره إلى هذه الصورة التي يراها القارئ، وأن ألجأ فيه إلى تكنيك جديد في كتابة السير السياسية على هيئة مونولوج طويل متصل وإن كان بالإمكان أن ينقسم هذا المونولوج موضوعيا وتنظيميا وتحريريا إلى فصول متتالية، على نحو ما فعلت، ولهذا يرى القارئ فقرات الكتاب متصلة الترقيم ومنفصلة الأبواب.
وقد دعاني هذا الأسلوب المتأثر بأحاديث الشاشة الصغيرة إلى أن أحذف كثيرا من الاستشهادات والروايات والرؤى وتحليل التناقضات مكتفيا بما يمكن تسميته بالمصادر الأصلية – الأصلية (وهذان الوصفان ليسا متطابقين) التي استقى منها التالون أحكامهم وتحليلاتهم واستنتاجاتهم.