«هواجس كثيرة تُلحُّ عليَّ وتطاردني. أعرف أنَّ هناك مَن يدبِّرون لكل ما أُعانيه، ويقفون وراءه، يترصَّدونني، يختبئون في مكان، يَرَونني ولا أراهم، ينتظرون لحظة الانقضاض، أتهيَّأ لهذه اللحظة، لا أعرف صورتها، ولا كيف تُطالِعني، لكنني أوطِّن نفسي على لقائها.»
لم تكُن حياة بطلِ هذه الرواية آمِنةً هانئة، بل كانت مؤلمة قاسية؛ إذ خيَّم كلٌّ من الخوف والقلق والحزن بظلاله على وَحْدته الموحِشة، وتَزاحَمت بداخله الهواجس والخيالات، ولاحقَته المطارَدات في كل مكان يذهب إليه، وترصَّدته نظراتُ الشك والريبة طوال الوقت! ما الذنب الذي ارتكبه ليستحقَّ كل هذا الألم والعِقاب؟! لم يجد مَن يستمع إلى أحاديث قلبه، ويكشف له أسراره، ويجيب عن سؤاله؛ فلجأ إلى بيت الصوفية لعله يجد فيه ما يَشفي صدره، فهو مَلجأ لمن تضيق به الحياة، لمن يريد تهذيب روحه وتصفيتها من الشوائب، لمن يرغب في التحلِّي بالفضائل، والتخلُّص من الشك، والعروج إلى سماء الحقيقة. تُرى هل سيجد بطلنا ضالتَه وتستقيم حياته ويصل إلى مَشارف اليقين؟ هذا ما سنعرفه في ثنايا هذه الرواية الصوفية الشائقة.