في عصرنا هذا تحتل مشكلة الفقر. والمشكلة الاقتصادية على وجه عام. مكاناً فسيحاً في عقول الناس وقلوبهم، واتخذها البعض أداة لإثارة الجماهير، والتأثير عليها، وكسبها إلى جانب مذاهبهم اللادينية الباطلة، بإيهامهم أنها في صف الضعفاء وفي خدمة الفقراء، وساعد على ذلك جهل المسلمين بنظام الإسلام.وعلى هذه الصفحات يعرض الدكتور يوسف القرضاوي علاج الإسلام لمشكلة الفقر، حيث ردّ ذلك إلى أصوله ومصادره الإسلامية الخالصة من الكتاب والسنة. وأقوال الأئمة المجتهدين من فقهاء الإسلام، وعمد الدكتور القرضاوي إلى ذلك كي لا يتهمه أحد بأنه يقدم للناس إسلاماً جديداً ليس هو الإسلام الذي عرفه الصحابة، وفهمه أبو حنيفة ومالك وغيرهما من الأئمة، كما زعم ذلك بعض المستشرقين فيما يكتبه الدعاة إلى الإسلام اليوم.
وسيتبين للقارئ في هذه الصفحات أن نظرة الإسلام إلى الفقر وعلاجه له، ووسائله في علاجه، ورعايته لحقوق الفقراء، وكفالتهم لحاجاتهم المادية والأدبية، تجعله مذهباً متميزاً عن كل مذهب آخر يروج له المروجون في بلادنا وغير بلادنا في هذا الزمن.