شهد النصف الأول من القرن العشرين العديد من النعرات القومية، التي لا تنظر إلى مفهوم القومية باعتباره مفهومًا ثقافيًا ولكن باعتباره مفهومًا بيولوجيًا يتوارثه جيل بعد جيل، وقد ظهرت هذه النعرات كإفراز للرؤية المادية والعرقية التي سادت فلسفات هذا العصر. وتنبع ظاهرة النعرة القومية من افتراض ميتافيزيقي يرى أن هذه الأمة أو تلك، هي أصل الحضارة والعلم والمدنية، وذلك لأنها أرقى الأمم أجناسًا وأعراقًا! وقد تأثر سلامة موسى في نظرته إلى الحضارة الفرعونية في هذا الكتاب بتلك النعرة القومية المدعومة من الفلسفات المادية والعرقية الغربية، والمستندة إلى ما سمي وقتها بالدراسات الفرعونية التي أعقبت فك رموز حجر شمبليون واكتشاف اللغة المصرية القديمة، والتي بناء عليها نشأ ما سمي وقتها بالتيار الفكري الفرعوني، الذي يدعو إلى عودة المصريين إلى الهوية الفرعونية. إن سلامة موسى يتحدث في هذا الكتاب عن مفاهيم تؤكد فكرة الاستمرارية البيولوجية كأساس لتحديد الهوية، حيث نجد أنه يتحدث عن (السحنة المصرية، والدم المصري، والسلالة المصرية).