عزيزي حمودة، إذا شق عليك أن تصير خديمَ أعتاب الطغاة وخططهم الجهنمية، جاسوسًا مخترقًا، عميلًا مزدوجًا، قاتلًا أجيرًا، فعليك بمراودة حلٍّ قد ينجيك لو أتقنته: أن تتحامق وتتمارض، دوّخْ مستنطقيك بأعتى كلام الحمقى والمجانين، هدد معذبيك بسعالك وعدوى مرضك، لعل وعسى أن ييأسوا منك، فيعيدوك إلى موطنك أو قريبًا منه مخدرًا بأفيون، تصحو منه وأنت مراقب بدمليج إلكتروني ومستهدف برصاصة في الرأس، تصيبك ولا تخطئ، إذا ما رويتَ قصتك من حولك أو رفعت في شأنها شكاية ضد مجهول.