لقد تفشى الشذوذ في بعض المجتمعات القديمة وأقدم من مارس الشذوذ وعرفوا به هم قوم النبي لوط (عليه السلام).
وموقف الدين من قضيتي اللواط والسحاق واضح فهو شذوذ يعاقب مرتكبوه أشد عقاب، –وقد أورد الجاحظ في رسالته عدداً من الأحاديث والأخبار تدل على ذلك –أما المواقف الاجتماعية نحوهما فقد تغيرت على مسار القرون، من الرفض والاضطهاد الكامل إلى التقبل والاعتياد له وما بينهما.
رسالة “مفاخرة الجواري والغلمان” لأبي عثمان الجاحظ فإنها من أوائل الكتب والرسائل التي تناولت هذا الموضوع، وهي طريقة لطيفة تلقي الضوء على هذه الظاهرة “تفشي الشذوذ في مجتمعه” مستعرضاً بطرافته وعبثه براعته في إبداء وجهة نظر كل فئة، ساخراً ضاحكاً مضحكاً مذيلاً الرسالة بتسع وعشرين نادرة تتعلق بموضوع الرسالة.