كي ندرك أهمية (الأمن الاجتماعي) بالنسبة للإنسان المعاصر، في جوانبه الروحية التي تحقق الطمأنينة لهذا الإنسان، أو في جوانبه المادية التي تحقق للإنسان مستوى الكفاية في أمور المعاش، الأمر الذي يتيح له تنمية ما لديه من طاقات وملكات وإمكانات..
كي ندرك أهمية هذه القضية، لابد لنا من الإشارة إلى حقائق عالم اليوم، الذي جعلته غابة موحشة ـ وأحياناً متوحشة ـ تفترس الأمن الروحي والمادي لهذا الإنسان.
لقد قتلت العلمانيةُ المسيحيةَ في أوربا، فأصبحت القارة ـ التي مثلت قلعة المسيحية قرونا طويلة ـ فراغا روحيا، ثم عجزت هذه العلمانية عن ملء الفراغ الروحي بما يجيب على الأسئلة الفطرية والطبيعية للإنسان. وبعبارة القس الأماني ـ عالم الاجتماع ـ “جوتفرايد كونزلن” في بحثه عن “العلمانية والدين”.
“لقد مثلت العلمانية: تراجع السلطة المسيحية.. وضياع أهميتها الدينية. وتحول معتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية.. والفصل النهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق.