إذا كان على كلٍّ من الخصمين أن يواجه متاهته، فإنَّ عليها أن تضيع بين المتاهتين. لماذا كُتب عليها أن تكون مَجمَع الأضداد لا تلتقي إلا لتتصادم؟ هذان رجلان يلتقيان فيما يفرِّقهما، ويفترقان فيما يجمعهما أو هما مَجمَع البحرين يلتقيان، ولكن بينهما برزخ لا يبغيان. وهي هناك في البرزخ الذي تتلاطم فيه أمواج البحرين العاتية.. هنا كادت تلعن نفسها وحظها الذي جعلها مطلبًا عزيزًا لأعظم رجلين في حياتها.. وإنَّهما ليتحاربان الآن في داخلها وبها. كيف يمكنها أن تحتمل ذلك كله؟ هل يجب أن ينتصر أحدهما بهزيمة الآخر؟ أم يمكن أن ينتصرا معًا على نحو ما يتحدى العقل والمنطق، فيلتقي الماء على أمرٍ قد قُدر؟