يثير عتيق رحيمي بنقله نهج رواية “الجريمة والعقاب” لدوستوفسكي إلى النهج الأفغاني، مسألة الأخلاق والجريمة في مجتمع اشتعل بين فكي: الحق بالتسلح، والعدالة القبلية.
إنه عبور عبثي ممزوج بابتسامة مريرة، وهذا ما يدل عليه حقيقة هذا التناقض من خلال “أفغنة” الأسماء، والأجواء الأفغانية، ينقلنا رحيمي من خطوات راسكولنيكوف بطل الجريمة والعقاب ويجعلنا نتماهى بخطوات رسول بطله الأفغاني.
من الجملة الأولى للرواية نتماهى مع بطل رواية دوستوفسكي راسكولنيكوف. ثم لا يلبث أن يدخلنا في متاهة محاكمة كافكا، لينتقل بعدها إلى عبثية مورسو في رواية الغريب لكامو وينهي مع بعض المفارقات لبطل ديدرو في “جاك المؤمن بقدره”؟
في مقابلة لرحيمي للحديث عن كتابه هذا، أورد قولاً للفيلسوف لاكان كي يشرح الازدواجية التي اشتغل عليها في روايته: “الشعور بالذنب يسبب نوعان من الأمراض النفسية، إما العصاب، لأولئك الذين لم يزالوا منغلقين داخل هذا الذنب ويرفضون الخروج منه، أو الذهان، لأولئك الذين يرفضون الدخول إليه.”
في روايته “حجر الصبر” عالج حالة من العصاب، بينما في هذا الرواية هو يعالج حالة من الذهان.
كتب عتيق رحيمي هذه الرواية وفاء لأخيه الذي كان يدرس في الاتحاد السوفياتي من عام 1986 حتى عام 1989. أصبح شيوعياً، وتطوع مع القوات السوفيتية أثناء وجودها في أفغانستان. وقتل عام 1990 على يد المجاهدين الأفغان.
لكنها أيضاً رواية لكل هؤلاء الذين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم. وهي نوع من التأمل والتفكير في العدالة في بلد، التي بحسب رحيمي، لا يشعر فيها الشيوعيون ولا المجاهدون ولا طالبان بأي ذنب بما اقترفوه”. لا أحد يشعر بالذنب تجاه التاريخ الدموي لهذا البلد.