يعد هذا الكتاب من أرفع وأمتع ما ألف في موضوعه، فقد عني بلطائف كلام الله عز وجل وأسراره المتدفقة، وحصره مؤلفه في ثلاثة مرتكزات:- المرتكز الأول : تناول فيه بعض الفضائل المستنبطة من الوحي الإلهي. – المرتكز الثاني : اقتضى العمل على تفسيره، واستظهار معانيه.- المرتكز الثالث : إيراد بعض الأحكام الواردة فيه.يتحدث هذا الكتاب في مجمله عن مقتطفات أدبية أخلاقية رفيعة تشبع بغذائها وريِّها، وكيف لا وقد وسمه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله كما ورد عن ابن مسعود: “إن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض فتعلموا من مأدبته”.وقد ألمح الأستاذ الشرباصي رحمة الله عليه من خلال إنجازه هذا إلى أهمية الشرب من معين دستور السماء والتغذي بلبانه لتتحق فيه الاستقامة المرجوة التي أكدتها الكثير من النصوص الشرعية.ويرسم لنا المؤلف رحمه الله من خلال ما جادت به قريحته في هذا الإنجاز المبارك النفحات القرآنية السامية التي تنطوي عليها آيات من كتاب الله عز وجل، وهو بذلك يلفت انتباهنا إلى لطائف الأسرار ومشارق الأنوار التي لا يضمأ من أقبل عليها أبدا، فهو يعرض لنا المفاهيم عن طريق التأصيل لمعانيها، و حتى يزداد الإقبال على فهم كلام الله عز وجل بشكل أكبر، ويسمو ضوء إشراقه على الرؤى الكليلة فتستنير به…