ما أطول حديث الحكيم في موضوع البرج العاجي للإنسان… هذا البرج الذي يحرسه تنين الوحدة، فكما يقول الحكيم أن «البرج العاجي هو ألزم ما يلزم للقادة الروحيين، والبرج العاجي الذي أقصده هو السمو عن المطامع المادية والمآرب الشخصية… البرج العاجي الذي أريده لنفسي ولغيري من الكتّاب هو الوحدة… الوحدة بمعانيها العُليا العظيمة: أي الاستقلال والحرية والكمال.الرجل الوحيد البعيد عن تقلبات الأهواء، المرتفع عن مصطخب الأنواء، الكامل بنفسه، المكمِّل للآخرين، (البرج العاجي الخُلُقي) هو ما أريد، لا (البرج العاجي الفكري) … ليس من حق مفكر اليوم أن ينأى بفكره عن معضلات زمانه، ولكن من واجبه أن ينأى بخُلُقه عن مباذل عصره وسقطاته، لأن أول خطوة للقائد الروحي هي نحو: (المَثَل الأعلى) وأول صور المَثَل الأعلى هو: (المُثُل الخُلُقي)، وأول ما يُبرزه القائد نموذجًا للمُثُل الخُلُقي هو: شخصه.