قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((تسحَّروا فإنَّ في السحور بركة))؛ (تحقيق الألباني: حديث صحيح، انظر حديث رقم: 2943 في صحيح الجامع). النَّفس طيبة صافية، فالأعمال بالنِّية، وهذه هي الحياة الهنيَّة، التي تبدأ بطاعة رب البرية، لقد فاز مَن صلى الفجر في جَماعة، وقد نال الأجر بالطَّاعة، وكما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ركعتا الفَجْرِ خيرٌ منَ الدنيا وما فيها))؛ رواه مسلم.
فالعامل يذهب إلى عمله، وهو بِنشاط وهمَّة، وتملأ نفسَه بَهجةٌ عارمة، والطَّالب يذهب إلى درسه وعلى غير عادته، فالذِّهن متفتِّح، ويلقى زملاءَه بوجه سمح. فالشهر شهر عمل، لا للخمول ولا الكسل، وحسن الخلق من صفات المؤمن، والنبي قد أوصانا أن نُخَالقَ الناس بِخُلق حسن.
وكما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وإنَّ حُسْنَ الخُلُق ليبلغ درجة الصوم والصلاة))؛ (تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1578 في صحيح الجامع). فالصائم يلتزم بهدي شريعته، ويفهم مراد طاعته، فالصَّوم ليس فقط صيامًا عنِ الأكل والشراب؛ ولكن تصوم جوارحه فلا يَنمُّ ولا يغتاب، ولا يتأفف من عمل قد أوكل إليه، ولا يتوانى أن يؤدِّيه. .