أحاط الكثير من الغموض بتاريخ نجد في فترة ما قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عام 1157هـ/ 1744م، ويرجع سبب الغموض ونقص المعلومات إلى عوامل كثيرة، خارجية تتعلق بطبيعة نجد التاريخية والجغرافية، وداخلية تتعلق بالظروف الاقتصادية والاجتماعية لسكّان نجد. لم يبدأ الاهتمام بمنطقة نجد وتدوين الفترات التاريخية التي مرّت بها والكشف عن بعض جوانب الحياة الاجتماعية فيها، إلّا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكان ذلك بجهود الرحّالة الغربيين والمستشرقين، كما أسهم الباحثون العرب الذين عملوا مع الملك عبد العزيز في أوائل القرن العشرين في كتابة مذكرات وافية عن تطوُّر المجتمع السعودي، وقد اعتمدت الباحثة في كتابها هذا على بعض ما حملته تلك المراجع من مشاهدَ متفرِّقة عن الحياة الاجتماعية في نجد، كما اعتمدتْ على الحكايات الشعبية في منطقة نجد باعتبار أنَّ الأدب الشعبي منتَجٌ جماعي يظلّ امتدادًا حيًّا بين الناس يتناقلونه شفاهة جيلًا بعد جيل.