نقلة نوعية في كتابات إبراهيم نصر الله ونقطة مهمة في مسيرته، إذ أنه هذا الديوان ما هو تجسيد لكتابة القصيدة الطويلة التي حواها وتحدث عنها، إنها أشبه ببناء درامي متكامل، إنها قصيدة متواصلة مرتبطة ببعضها البعض قسمت إلى أجزء يحمل كل منها عنواناً مختلفاً، قصيدة كتبت بأسلوب جديد غير ذلك الأسلوب المستهلك في دواوين الشعر العادية.
يعتبر هذا الديوان من أهم أعمال إبراهيم نصر الله وأقربها إلى الواقع إذ كان قد كتبه بتجرد ووضوح أدى إلى منعه عام 1998، أي بعد 14 عاما من صدوره، ثم تم التراجع عن الأمر، وبعد 23 سنة من صدوره تم منعه مرة ثانية في الأردن، وكانت حملة تضامن واسعة، حالت دون محاكمته.
قدمت هذه القصيدة صورة للإنسان الفلسطيني الذي يحيى حياة طبيعية أي أنه إنسان يحب ويكره ويخاف ويهاجم ويحلم ويتأمل ويعمل من أجل الغد ومن أجل أحلامه، ولا ينسى أن يذكر مواجهته للعدو الذي احتل أرضه فحال بينه وبين تحقيق بعض من أحلامه.