يواصل جمال الغيطانى مشروعه المثير في دفاتر التدوين ليجعل من عجينة تجاربه الحيوية منذ الطفولة الباكرة خميرة معتقة تنمو فيها نوازعه الشهوانية وتطلعاته النورانية وقدراته الفذة على خلق اللحظات وتسجيل الأحلام للإمساك بمفاصل جماليات الأمكنة الهاربة في ذاكرة الأزمنة البعيدة، مبتكرا شكلا جديدا للسرد، كأنه يعوض المساحة المشغولة بالآخرين ومواقفهم بتلك التجليات الحميمة التي لم يسبق لكاتب عربي أن كرس لها مثل هذا الجهد المصفى في الاستعطار واعتصار الرحيق المركز.