تخبرنا الراوية عن نساء عائلتها أو بلدها، تاريخهنّ ولد من حكاية ولدت في فناجين القهوة. كل منهن لها حكاية في قلب فنجان، إن لم يجلبها الغيب معه صنعن هنّ الحكاية، يتداوين بها من مرّ الزمان، فتطيب لهن الحكاية مع القهوة المرة. يشخن في عمر مبكر، ويصبن بالكآبة، ويقلقهنّ المرض، مرض الأطفال وفقد الأزواج. تقدمهنّ في العمر ما هو إلاّ كناية عن عطبهنّ وانتهاء عمر إغوائهنّ الافتراضي. أدوارهنّ محصورة، وقيمتهنّ تتدنّى لأنهنّ يعشن عالة طوال حياتهنّ. عالة على آبائهنّ قبل الزواج، ثم عالة على أزواجهنّ، ثم على أبنائهنّ حين يكبرن، ولهذا يسهل على معيليهنّ قيادتهن.