في رشيد، حيث التقاءُ النهر والبحر، وحيث غابات النخيل والأرض الخضراء والطيور المهاجِرة، وُلد وتَرعرَع الأديب والمترجِم «محمد عناني»، فكانت واحةً فسيحة قضى فيها طفولتَه وصِباه، وشُكِّلت فيها ذائقته، وأصبحَت جزءًا أصيلًا من تكوينه الشخصي، فكانت أولَ ما بدأ به سيرتَه الذاتية؛ فروى لنا عن منزل «عناني»، ودائرة الأرز، وكُتَّاب الحكيمة، وأغاني «محمد عبد الوهاب»، وعن والده وولَعِه بالطيور، ومكتبته التي حوَت أمهاتِ الكتب التراثية، وتفتَّحَت عيناه عليها … وغيرها من ذكريات الطفولة المحفورة في الذاكرة، والعصيَّة على النسيان. ثم يروي لنا عن انتقاله إلى واحة جديدة هي الإسكندرية، وعن مرحلة الثانوية، واتِّساع أفُقه، وانفتاحه على سِمات المدينة، واطِّلاعه على صُنوف المعرفة المختلفة، والمحاوَلات الأولى للكتابة. ثم ينتقل إلى الواحة الكبرى والحُلم الكبير؛ القاهرة، والجامعة، وبداية مرحلة جديدة، هي مرحلة النضج الإبداعي التي تَبلوَرت فيها سماتُ المترجِم والأديب.