أيام الله في تاريخنا الإسلامي مضيئة تربط الماضي بالحاضر ، وتعطي الأمل للمستقبل ، ويلفت المؤلف الأنظار إلى أن غفلتنا أحياناً عن ذكر هذه الأيام هي التي أضعفت في الأمم الإسلامية روح التأسي.
وقد حاول المؤلف في هذه الرحلة مع أيام الله ، أن يركز على العصور القريبة ، فإنه برغم قربها ولكنها منسية أو مهملة أحياناً ، وأفضل أحوالها أن تكون مجملة باهتة لا تعطي القارئ الانطباع الصحيح عنها . لذلك لم يذكر من السيرة النبوية إلا مثالاً واحداً هو فتح مكة لأن كل يوم بل كل ساعة من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أيام الله في سلمه وجهاده ، في تربيته وبنائه للأمة ، كذلك لم يذكر المؤلف سوى مثالاً واحداً لفترة الخلفاء الراشدين لأن الفتوحات الإسلامية والانتصارات الكبرى التي وقعت في أيامهم كثيرة ومعروفة .
وقد عرض المؤلف لبعض أيام الله عبر تاريخ الإسلام من انتصارات وامتلاءات ونهوض حضاري ، وحركات إصلاح ، وفاتحين، وكان آخر ما عرضه الأعمال الكبيرة التي قامت بها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وقد تأسست عام 1931م ، وتعتبر بحق إحدى الحركات الفاعلة على الساحة الإسلامية في مجال النهضة والتحرر من الاستعمار ، والمحافظة على هوية الأمة ولسانها العربي .