كانت آخر زيارة بيني وبينه بعد طلاقنا بأيام قليلة.. رأيته يقف خلف القضبان منهك القوى غائر العينين، دائم الصمت أراه قد شاب وهو في منتصف العشرين أو أنه فد تجاوزها بقليل.. لم يعد قادراً حتى على الوقوف لفترة طويلة يقف مرة ويجلس مرات ومرات، حاولت أن أشرح له الأمر وأن أحدثه لكن هربت مني الكلمات وخانتني ذاكرتي ولم أستطع الكلام فبكيت.. حاول ان يخرج يده من بين القضبان ليمسح دموعي، لكنه أعادها في منتصف المسافة بين وجهي ويده وكأنه تذكر أنني أصبحت لا أحل له.. فانفجرت باكية قلت له ودموعي تسبقني أنت زوجي وستظل هكذا حتى وإن مزقوا مواثيقهم الكتابية فلازال ميثاق قلبينا غيظاً ممسكا بنا معاً، دعك منهم إنني أنا ليلى زوجتك.