«أصبحت خيمتها في ميدان التحرير هي البيت والمسكن، كانت مرهَقةً من السير في التظاهرات، قلبُها ثقيل، أمُّها نزفت حتى الموت، الآلاف من الشباب قُتلوا بالرصاص، والآلاف ماتوا نتيجةَ التعذيب في المعسكرات، والآلاف فقدوا أبصارهم.»
لم تكن «نوال السعداوي» لتَدَع الثورةَ المصرية دون تفاعلٍ معها؛ فعلى مدار عشرات السنين قبلها ظلَّت تكتب عن الثورة بمعناها الأوسع؛ اجتماعيًّا واقتصاديًّا وفكريًّا وسياسيًّا، وفي روايتها «إنه الدم» تتَّخذ من ميدان التحرير منطلقًا للأحداث؛ حيث تعتبره النموذجَ الأمثل للمجتمع المصري، وفي إحدى خيامه المتناثرة، تجتمع شخصيات روايتها؛ الكاتبة المثقفة «بدرية»، و«فؤادة» صاحبة الشخصية المتفردة، و«شاكر» صاحب الذكريات المحبطة، و«حميدة» الشابة التي حاوَلت الانتحار، و«سعدية» الفلاحة التي كادَت تقتل ابنتَها بسبب عملية إجهاض. كلُّ هذه الشخصيات بتناقُضاتها وتباعُدها الاجتماعي اجتمعَت في خيمةٍ لتشارك في تحديد مصير البلاد. تُناقش «نوال السعداوي» عبر تلك الأدوات مشكلاتِ المجتمع المصري، وتنتقل بسلاسةٍ بين طبقاته لتُعبِّر عنه وتُفصح عمَّا أخفاه وهرب منه لسنوات.