أوراقي حياتي
الكتاب مزيج من متناقضات الحياة؛ تجمع أسرتُها بين أرستقراطيةٍ تركية تنحدِر منها الأم، وبساطةٍ مصرية تضرب بجذورها في أصلٍ حبَشيٍّ ينتمي إليه الأب «السيد السعداوي» موظَّف نظارة المعارف أو «المقارف» (كمال كان يسميها). ورثت نوال السعداوي مِن والدها — الساخط على أحزاب الأقلية، والوفد، والملك، والمشارك في ثورة ١٩١٩م، والمطالب بتحسين أوضاع المصريِّين المعيشية — جيناتِ التمرُّد، ومِن نساء أسرتها تعلَّمتْ أن الأنثى يمكنها أن تتحرَّر من قَيدها أو تبقى سجينةَ مجتمعها الذكوري. وُلِدت نوال السيد السعداوي في أكتوبر عام ١٩٣١م بقرية كفر طلحة إحدى قرى مركز بنها، لتَرحل مع أسرتها بعد سبع سنوات إلى مدينة الإسكندرية، ثم إلى منوف بالمنوفية. كان القدر رحيمًا بها، حينما آمَن والدُها بأنَّ من حقِّها كإنسانٍ أن تتلقَّى القَدْر الملائم من التعليم. هكذا تفتَّحت عيناها، وهكذا بدأت طفولتها.
سيرة ذاتية غير نمطية من ناحية السرد وتحكي سيرة سيدة عربية أثارت الجدل بشكل كبير بسبب آراءها وأفكارها التي تسببت في عداء مستمر لها في بلادها ودعوات لأهدار دمها في فترات زمنية مختلفة عاصرت عدد لابأس منه من حكام بلادها وعايشت تجارب وتقلبات مواقف مختلفة في وطنها مصر وفي الوطن العربي، استمتعت بقراءة سيرتها الذاتية لإنسانة اهدي لها القدر عمر طويل وحياة زاخرة بالتجارب .