الإنسان في العقيدة الإسلامية
ذلك هو المشروع الجديد للدكتور عبد المجيد النجار، الذي يطمح من خلاله إلى تأسيس فرع عَقَديٍّ خاص بالإنسان، يسميه “علم الإنسان الإسلامي” ويقصد بهذا الأخير “بناء تصور إسلامي للإنسان مستخلص من التحديدات التي جاءت بها العقيدة الإسلامية في نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف مبينةً حقيقة الإنسان ووظيفته الوجودية وغايته”.
وفي إطار هذا المشروع، يأتي كتاب قيمة الإنسان، بوصفه حلقة ثابتة في سلسلة ذات حلقات خمس، ابتدأها بكتابه القيم “مبدأ الإنسان، وإذا كان الإنسان في العقيدة الإسلامية يتساوى مع سائر الموجودات من جهة وضعه الوجودي، إلاّ أنّه يشترك معها في القصور الذاتي الذي صارت من خلاله معلولة للخالق سبحانه وتعالى، فإنه من حيث وضعه القيمي يتميز منها تميزاً نوعياً، مما يجعله يستقل بسلم قيمي يتجاوز ذلك الذي تندرج ضمنه سائر الموجودات الكونية تجاوز استعلاء ورفعة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ (الإسراء: 70), إن التكريم في هذه الآية نراه شاملاً للإنسان بمقتضى مطلق الإنسانية فيه، ومتجلياً في تسخير البر والبحر -الكون- لما فيه خيره، وهما المظهران الأساسيان اللذان يشكلان الموقف العقدي في تقويم الإنسان، ويتناولهما المؤلف بالشرح في فصلين يستقل أولهما ببيان القيمة الذاتية للإنسان، في حين يبحث في الثاني منـزلته في الكون، وفي ختام كل فصل يقف على الأثر التربوي الذي يخلفه الإيمان بالموقف العقدي على المستوى الفردي والاجتماعي …