أحمد شوقي – الأعمال الشعرية الكاملة
وسط عوامل سياسية واجتماعية متباينة ومشحونة بالتوتر والتغيير، ولد الشاعر أحمد شوقي، فكان ابن بيئته الذي عكست أعماله الشعرية واقعه بكل متغيراته وتناقضاته. فكان لكل عامل من العوامل السياسة والاجتماعية أثر باد في شعره وفي حياته. ومن ناحية أخرى فإنه ومع أن شوقي درس في مصر، ثم أثم دراسته في أوربا وتأثر بالوسط الأوربي وبالحياة الأوروبية وبالشعر الأوربي تأثراً كبيراً، فقد ظل تأثره بالبيئة التي نشأ فيها ظاهراً في حياته وفي شعره، كما ظل تأثره بالبيئة الأوربية ظاهر فيهما كذلك، ويكاد القارئ يشعر بذلك وحين مراجعته لأجزاء ديوان كأنه أمام رجلين مختلفين جد الاختلاف، لا صلة بين أحدهما والآخر، إلا أن كليهما شاعر مطبوع يصل من الشعر إلى عليا سماواته، وأن كليهما مصري يبلغ حبه مصر حد التقديس والعبادة.
أما فيما سوى هذا فأحد الرجلين غير الرجل الآخر: أحدهما مؤمن عامر النفس بالإيمان،مسلم يقدس أخوة المسلمين، ويجعل من دولة الخلافة قدساً تفيض عليه شؤونه وحوادثه وحتى الشعر والهامه، حكيم يرى الحكمة ملائمة الحياة وقوامها، فحافظ في اللغة يرى العربية تتسع لكل صورة ولكل معنى ولكل فكرة ولكل خيال، والآخر رجل دنيا يرى في المتاع بالحياة ونعيمها خير آمال الحياة وغاياتها، متسامح تسع نفسه الإنسانية وتسع منها الوجود كله، ساخر من الناس وأمانيهم، مجدد في اللغة، لفظاً ومعنى، وهذا الازدواج ظاهر في شعر شوقي من أول شبابه إلى نهاية عمره. وهذا المجلد بجزئيه مرتب ضمن الأغراض التي نظم حولها الشاعر. الأول في السياسة والتاريخ والاجتماع والثاني في الوصف والنسيب وفي شيء من المتفرقات. واحتوى المجلد الثاني على شعر شوقي في جزئه الأول على متفرقات من العقائد غرضها الإشادة برجالات عصره. وأما الجزء الثاني فقد جاء أولاً من: متفرقات في السياسة والتاريخ والاجتماع. ثانياً المنصوصيات، ثالثاً: “الحكايات” رابعاً “ديوان الأطفال” خامساً من شعر الصبا سادساً محجوبيات