إن الأحاديث القدسية لم تتعرض لتفصيل الأحكام الفقهية، والمسائل التعبدية كالسنة النبوية، بل ركزت على بناء النفس وتربيتها، وحثها على فعل الطاعات، واجتناب المنهيات وغيرها من أمور الوعظ والتوجيه والإرشاد، كما لم تغفل الحديث عن مسائل الألوهية وصفات الله تبارك وتعالى. والإمام محمد متولي الشعراوي ممن آتاهم الله تعالى موهبة البيان للناس، والإيضاح السلس البسيط المتجرد عن التعقيد، وهو بذلك قد جمع النفوس على مائدته العلمية، واجتذب الأرواح بسحر بيانه إلى إشاراته البديعة، ولفتاته العميقة في فهم كتاب الله تعالى. وكتاب “شرح الأحاديث القدسية” هذا واحد من سلسلة شروحات الشيخ في دروسه العامة، جمع فيه من لطائف أفكاره، وبديع لفتاته ما جعله متميزاً في بابه وموضوعه.