الرئيسية السلاسل الأسلاف والأخلاف
اعلانك هنا. تواصل الآن

الأسلاف والأخلاف

إن السداسية ملحمة تحكي سيرة خمسة أجيال من الحكام فى ليبيا، استحوذ عليهم صراع السلطة بأركانها الثلاثة “العرش والمال والمرأة”، وبين الحرية ببعدها الوجودى الذى يعنى الزهد والتخلى، وأشار إلى أن الكونى اتخذ فيها البحر معادلاً موضوعيًا للصحراء ليدخل البحر مكانًا روائيًا ، ويغير مسرح أحداثه لأول مرة فى مسيرته السردية، بل هى التجربة الروائية الوحيدة التى صنع فيها هذا التغيير.

فكتب عن عالم مدينة طرابلس ما بين القرن الثامن والتاسع عشر، وهو عالم مغاير وجديد على نصوص الكونى، فى إطار الصراع الوجودي بين السلطة والحرية لينتصر فى نهاية المطاف إلى الحرية التى عكس رسالتها عبر تعاليم البحر والصحراء.

إن “نداء ما كان بعيدًا”، الجزء الأول من الملحمة، اعتمد فيه الكونى على تقنية “الأحلام والرؤى”، أما “فى مكان نسكنه.. فى زمان يسكننا”، الجزء الثاني فقد أسسه على تقنية صوفية الرؤية، وفى “يعقوب وأبناؤه”، الجزء الثالث، فبناه على صراع الإخوة الأعداء على السلطة والمال والمرأة، وأسس “قابيل أين أخوك هابيل؟” على التناص مع سفر التكوين التوراتي، وفى الجزء الخامس من الملحمة “يوسف بلا إخوته” يجمع الراوى شباك الدراما، تمهيدًا للجزء السادس والأخير من الملحمة، “جنوب غرب طروادة جنوب شرق قرطاجة”، ويكشف أوهام وخطايا السلطة التى أودت بأجيال الحكام الخمسة إلى الانتحار أو الانتهاء بهم مـُشرَّدين فى شوارع وأزقة طرابلس.