اللزوميات

لعل ديوان اللزوميات الوحيد، بين دواوين العرب القدماء الذي ينطلق من حياة الإنسان وشؤون المجتمع، وإن من زاوية خاصة طغى عليها روح الزهد والتشاؤم. فأبوالعلاء، خلافاً لمن سبقه وعاصروه ولحقه من زملائه القدماء، لم ينطلق في شعره من قصور الحكام وميادين المحاربين، بل من أوساط الشعب المغلوب على أمره والرازح تحت وطأة الفقر والظلم والإبتزاز

تحدث المعري في الديوان عن العقل والحياة ومايواجهها الإنسان في حياته ومجتمعه من السراء والضراء والشدة والرخاء والتشاؤم السائد على حياته فيتضح لنا أن سير الحياة على غير ما يرضاه هوالذي أدى إلى زهده

وتنكشف معالم الزهد في شعر أبي العلاي في آرائه التي برزت في إتجاهين هما المجتمع وفساده والحياة والموت ففي الشق المقبل من هذا الفصل بينت ملخصاً من تلك المعالم ديوانه اللزوميات الذي يتضمن آلاف الأبيات في الزهد والتنفير من الحياة الدنيا.