المؤلفات المختارة
تتحدث هذه المجموعة عن الخطوات الأولى على درب الحياة لشخص يعرف اسمه عالم القراء كله. انه مكسيم غوركي، الكاتب الروسي المبدع، مؤلف العديد من الروايات والقصص والأقاصيص القصيرة والمسرحيات والمقالات الأدبية. ويعتبر كتاب “طفولتي” الجزء الأول من ثلاثية مكسيم غوركي الكبيرة المستوحاة من سيرة حياته (“طفولتي،” بين الناس”، “جامعياتي”) ويكاد يكون أكثرها شهرة بطل القصة هو الكاتب نفسه في تلك السنوات العسيرة والمريرة من عمره، عندما كان يعيش يتيماً في بيت جده القاسي بعد أن نقد أباه وأمه.
وهنا بالذات، في بيت الجد، احتك الكاتب المقبل مكسيم غوركي لأول مرة بقسوة وظلم عالم روسيا القديم قبل الثورة. وفي قصتي غوركي “بين الناس” و”جامعياتي” يتعرف القارئ على الأحداث التالية في حياة الكسي بيشكوف، الذي أصبح كاتباً فيما بعد يعرف باسم مكسيم غوركي. فبعد أن فقد البطل الكسي والديه في سن مبكرة، أخذ يشتغل صبياً في أحد مخازن الأحذية، لينتقل بعد ذلك إلى العمل على ظهر أحد المراكب الحاضرة في الغولفا ثم معاوناً في ورشة لرسم الايقونات. يصل الشاب الفتى الكسي بيشكوف مدينة قازان، وله من العمر ستة عشر ربيعاً، آملاً دخول جامعتها، وليصبح واحداً من طلابها، إلا أن ما ينتظره هنا، في هذه المدينة الصاخبة، الواقعة على ضفاف الغولفا الروسي، ليس غير عمل العامل الثقيل. وبدل مقعد الدراسة لا يحظى سوى بحياة الفقر في قاع المدينة، إلا أن كاتب المستقبل يتعرف هنا أيضاً على الفئات المثقفة ذات المزاج الثوري، ويمر هنا بالاختبارات الصارمة الشديدة “لجامعة الحياة” التي تدعم فيه إرادة المناضل ضد الاجحاف واللاعدالة، وتقوي فيه الرغبة الجامحة (“إعادة صنع الحياة”، يعينه في هذا الكفاح دائماً الوعي بأن “نباتات الحياة الساطعة النقية الخلاقة الطبيبة تنمو منتصرة عبر التراكمات الرذيلة، مستنيرة آملاً لا يقهر بانبعاثنا نحو حياة إنسانية وضاءة”.
وأما المجلد الثالث من هذه فقد ضم قصصاً مختارة محاحظة يراع الكاتب في الأعوام العشرين الأولى من مسيرته الإبداعية وقد ذاع حيث غوركي مع قصص مثل: “ماكار تشودرا”، “العجوز ايزرغيل”، “تشيلكاش”، “كونوفالوف” وغيرها من تحتضنه هذه المجموعة، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من ارث الأدب الروسي الكلاسيكي. وأما المجلد الرابع فقد ضم مختارات من قصص غوركي التي كتبها في الفترة منذ عام 1912 وحتى الأعوام الأخيرة من حياته. ويجد القارئ بينها أقاصيص من سلسلتيه الشهيرتين “حكايات عن إيطاليا” و”في أرجاء روسيا” وكذلك الأقاصيص والبورتريهات الأدبية للمرحلة الأخيرة والختامية من طريق الكاتب في الإبداع الأدبي (“انطون تشيخوف” و”ليف تولستوي” و”فلاديمير لينين”. وأما المجلد الخامس فقد ضم رائعة غوركي “الأم” والتي طرح من خلالها مسألة الإنسانية الثورية. وكان قد ألفها في عام 1906، ويمكن القول أنه لا يكاد يوجد مؤلف أدبي يضاهي كتاب غوركي هذا في عدد قرائه الهائل، وفي تأثيره القوي والمباشر في مصائر ملايين الناس. فهي تروي كيف تنبعث النفوس الإنسانية متحررة من الذعر أمام القمع الآلي الفظ، أمام “الأدوات” المجردة من المثل، والتي لا تشبه البشر الأمن حيث المظهر، وأما المجلد السادس فقد ضم مسرحية غوركي “البرجوازيون الصغار” وقد تميزت بأسلوبها الخامس بغوركي فقط، وقد وصفها تشيخوف بأنها أصيلة ومحقة جداً