بندر شاه
العنوان الرّئيس لهذه الرّواية بجزئيها هو (بندرشاه) وقد ورد في معجم المعاني، أن الكلمة: بندرشاه؛ تعود لأصل فارسي هو (شاه بندر)، إذ أن كلمة (شاه): تعني (رئيس) أو (زعيم) أو (حاكم)، وتفيد كلمة (بندر) اسماً مذكراً يكثر استخدامه في إمارات الخليج، ويعني (الميناء)، أو (مرسى السفن). و(البندر) في هذا السياق هو المدينة الساحلية، لكنه يطلق أيضاً على البلد الكبير.
وقد عمد الطيب صالح هنا، على تقديم الجزء الثاني وتأخير الأول فبدلاً عن (شاهبندر) أصبحت العبارّة اسماً مركباً واحداً (بندر شاه)، لكنها تنطوي على المعنى نفسه. أي رئيس أو زعيم البلدة..
أما هذا الجزء الأول من ثنائية بندر شاه، فقد وسمه الطيب صالح باسم (ضو البيت) بمعنى نور البيت وإشراقه، وهو والد بندر شاه، الذي استمد منه نور الزّعامه واشراق النفوذ.
ولعل عائلية الحكاية المركزية، هو ما دفع بالطيب صالح في عتبة الإهداء، بإهدائها إلى أمه وأباه وشقيقته وشقيقه، ما يحيل إلى خصوصية النّص (بندر شاه).
وبذلك يُرجع الطيب صالح؛ على مستوى المقولة المركزية للنص، الصراع (العام) إلى وحدة بنائه الأساسية (الأسرّة). ولذلك يضئ العنوان بدرج، بكونه أحدوثة عن كون الأب ضحية للجد و الحفيد، على المستوى العائلي.
وبذلك يُرجع الطيب صالح؛ على مستوى المقولة المركزية للنص، الصراع (العام) إلى وحدة بنائه الأساسية (الأسرّة). ولذلك يضئ العنوان بدرج، بكونه أحدوثة عن كون الأب ضحية للجد و الحفيد، على المستوى العائلي.
وعلى المستوى العام؛ فإن تحالف الماضي والحاضر، هو ما يحدد المستقبل.. أو بلغة أخرى، أن المستقبل ضحية للماضي والحاضر.
وهذا يحيلنا إلى العنوان (بندرشاه) كعنوان تراثي، والخط الذي كتب به العنوان وشرحه أحدوثة (أميري) فهو أيضاً خط تراثي، فالطيب صالح هنا ينطلق من التراث في رسمه و أسلوب تركيب الجملة، فالإستهلال نفسه لا يُحال إلى زّمن بداية تامة، فهو زّمن الأحدوثات وزمن ألف ليلة، الذي يُحيل الحكي إلى نفسه.