روايات لطيفة بها من الحقيقة على حد قول الكاتبة ما دعم بنيانها ومن الفانتازيا ما نفخ فيها صورتها النهائية لتكون واحدة من ألطف ما تقرأ بجانبُها الرومانسي اللطيف والذي تضافر مع الفانتازيا بشكل متجانس تكاد تراه مزيجًا حقيقيًا يصلُك بكل وضوح. وفي الجزء الثاني “حين يتمرد الجان” انشق عن الرومانسية الحالمة حقيقة كينونَتنا المتمردة وصراعنا الأبدى مع عدونا الأول والأخير، بل كيف ينفذ وعده بأن ينزع عنا لباس التقوى لنُتطرد من رحمة الخالق مثله.
لتأتيني الطامة الكبرى في “نار السموم” مؤكدة أن لكل منا ماضٍ مخالف لحاضرنا، ولكن لم يكن هذا المغزى بل المغزى الحقيقي في الإعتراف بهذا الماضى ومن ثم مواجهته، لأننا وإن وَأَدناه سيظل يُلاحقُنا أبد الدهر فنَخسر دونه الحاضر، وإن اعتنقناه سنموت دون أن تغادر أرواحنا الأجساد. هذا كان خطأ البطل حين هرب دون مواجهة حقيقة بل حين أَزِفَت ساعة المواجهة لم يستطع أن يصمد بل انجَرف بسهولة حجر صغير سقط من أعلى جبل جليدي ليُكَون في النهاية انهيار قوي دمر كل ما بناه سابقًا في “يراكم هو وقبيله” ربما في النهاية حاول أن يكفر عن خطأه وقد سربله الندم ولكن لا يُرتجى الندم بعد أوانه.
في آخر جزئين قد ظهر التطور في الأسلوب والحبكة أكثر حين لم يغلب انطباع واحد على كامل الجزء كما في الجزئين السابقين بل كان لكل انطباع غايته المحققة ودوره في إظهار العمل بأفضل صوره بل كُلًا منهم مُتَخم بالأحداث تكاد لا تخرج من هوة أحدها لتسقط بالآخر. بالإضافة لتطعيمهم ببعض الشخصيات ذات الدور المهم رغم صغره والذين كانوا بالفعل أبطالًا لقصصهم الخاصة.
في النهاية (لا تخافوا ولكن احذروا، فالنهاية ليست كما تبدو يا رفاق)