شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين
العقيدة الواسطية لابن عثيمين من أبرز شروح رسالة العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد قام فيه ابن عثيمين -رحمه الله- بشرح مسائل أصول الدين التي ذُكرت في رسالة العقيدة الواسطية، ويقع الشرح في مجلدين اثنين يتكوّن كل مجلد منهما من نحو خمسمئة صفحة.
وقبل شرح الواسطية يبدأ ابن عثيمين في كتابه بمقدمة عن التوحيد وأنواعه؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، ثم فصلٌ في البدع وما ظهر منها وانتشر، ويخصّص جزءاً للرد على بعض الفرق؛ كالجهمية والمعتزلة، ويختم ببيان الفضل السابق لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على كل هؤلاء من خلال ما ترك من جهود ومؤلفات عديدة..
ومما يُشار إليه أن الشيخ ابن عثيمين قد خالف شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض المسائل الفقهية منها:[١] يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الجماعة شرط لصحة الصلاة، وهو رأي الحنابلة والمالكية، ويرى ابن عثيمين أنها واجبة، وهو رأي الشافعية، قال ابن قدامة في المغني: “وصلاة الجماعة واجبة روي ذلك عن ابن مسعود وأبي موسى ولم يوجبها مالك، والثوري، وأبو حنيفة، والشافعي”.[٢] يرى شيخ الإسلام جواز سفر المرأة بلا محرم مع الأمن وهو رأي الشافعية، ويرى ابن عثيمين عدم جواز سفر المرأة بلا محرم مطلقًا وهو مذهب الحنفية، مستدلين بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ تُسافِرَ مَسِيرَةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ ليسَ معها حُرْمَةٌ).[٣] يرى شيخ الإسلام جواز الجمع بين الأختين من الرضاع، ويرى ابن عثيمين التحريم وهو قول جمهور العلماء، لعموم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ ما يَحْرُمُ مِنَ الوِلَادَةِ).[٤] يرى شيخ الإسلام جواز تعفير الوجه بالتراب تذللًا لله تعالى -ذكرها في الاختيارات-، ويرى ابن عثيمين ضعف هذا القول؛ لأن الأصل في العبادات المنع والحظر، حتى يقوم دليل على المشروعية.