على طريق الأصالة الإسلامية
لقد تجند الأستاذ أنور الجندي – بحق – للذود عن حياض الأمة الإسلامية، ونقد الفكر الغربي؛ ولذا ارتأيت أن أعرض وميضًا عن فكره الحصيف، واخترت موقفه من الحضارة أنموذجًا، لعلي أسهم، ولو بلمحة خاطفة من خلال استقراء بعض كتبه وموسوعاته، وهي غيض من فيض موسوعات ضخمة في نقد الفكر الغربي، في مشروع الأستاذ أنور الجندي، وتأتي أهمية هذه الدراسة الموجزة في أن الراحل أنور الجندي قد تمَّ تجاهل الدور الكبير الذي قام به منذ ما يناهز سبعين عامًا من حياته – حيث نهج طريقه في الكتابة وهو دون العشرين من عمره – قضاها عاكفًا في صومعة الدراسة والتأليف، مجرعًا لأعداء الإسلام كؤوس النقد، لما قام لله منافحًا عن دينه؛ حيث رد غاراتهم، وفنَّد شبهاتهم، فأزعجهم محاربته لهم، فعمل جيل التغريب على غمط الرجل حقه في حياته، فضلًا عن وفاته الهادئة التي ما إن علم بها زميله الدكتور يوسف القرضاوي حتى امتعض وجهه المشرق، وما كان منه إلا أن رثاه بكلمات تأسر منك النفس