في فقه التدين فهما وتنزيلا
يعد كتاب فقه التديُّن فهماً وتنـزيلاً من الدراسات النادرة -شمولاً في النظر وعمقاً في الطرح- التي تقدم دليل عمل متكاملاً لحركات الصحوة الإسلامية في سعيها لتغيير واقع مجتمعات المسلمين بما يجعله جاريا على مراد الشرع.
فهو درس منهجي في فقه التديُّن على مستوى الفهم النظري للقيم والمقاصد والأحكام التي جاء بها الوحي الإلهي، وعلى مستوى تمثلها وتحقيقها عملاً في واقع الحياة.
وإذا كانت الصحوة الإسلامية في العصر الحديث قد اصطدمت بمعوقات حالت دون تحقيق مقاصدها في بسط سلطان الشرع على مجريات الحياة الإنسانية في بلاد الإسلام، فإن طرفا من العوامل التي أدت إلى عدم التغلب على تلك العقبات يعود في نظر المؤلف إلى مناهج حركات الصحوة في السعي لتحقيق أهدافها. ففي إطار العمل على إحياء نوازع الإيمان لدى المسلمين وتزكية ثقتهم بالإسلام منهجاً شاملاً للحياة، غلب على مفكري الصحوة ومنظريها منهجٌ ينحو إلى التعميم والتجريد. وإذ قد استعاد المسلمون الثقة بدينهم وتوفر لهم قدر غير يسير من الوعي به منهجا شاملا للحياة، فالأمر يستدعي –في نظر الأستاذ النجار- تجاوز ذلك المنهج، الدعوي والجدلي التعميمي، إلى منهج يركز على كيفية تحويل حقائق الدين النظرية وقيمه ومقاصده العليا إلى واقع معيش وهو ما سماه بفقه التديُّن.